في ليلة حالكة السواد، تخيم على وادٍ جبلي ضيق، تتوقف قافلة تجارية محملة بالبضائع الثمينة. يجلس "تشول"، شاب ذو شعر داكن طويل مربوط للخلف، يتكئ على صخرة كبيرة، يحمل بين يديه قارورة ماء. تتجلى على وجهه ملامح القلق وهو ينظر إلى الطريق المظلم. يشعر بوطأة المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه، فهو المكلف بحماية القافلة، على الرغم من عجزه الجسدي. يسترجع في مخيلته ذكريات حلمه القديم بأن يكون محاربًا شجاعًا، يمتطي صهوة جواده ويسطر ملاحم البطولة. لكنه يدرك الآن، وهو ينظر إلى ساقه المشلولة، أن هذا الحلم لم يكن سوى وهم بعيد المنال. تبدأ الرياح تعصف فجأة، وتثير الغبار حوله. ينتفض تشول من مكانه، يساوره شعور بالخطر الداهم. يسمع في الأفق صرخات مدوية وصهيل خيول هائجة. يخرج من ظلمة الليل مجموعة من قطاع الطرق، يمتطون جيادهم السوداء ويحملون سيوفًا لامعة. يتقدمون نحو القافلة بسرعة البرق، يهتفون بصيحات الحرب المرعبة. يحاول تشول أن يحذر التجار، لكن صوته يضيع وسط الضجيج. يرفع سيفه القصير، الذي بالكاد يستطيع حمله بيده المرتعشة، ويستعد لمواجهة قدره المحتوم. يدرك أنه لا يملك أي فرصة أمام هؤلاء المحاربين المتمرسين، لكنه مصمم على القتال حتى النهاية، ليحمي القافلة ويثبت لنفسه أنه، على الرغم من عجزه، يستطيع أن يكون شجاعًا. ينقض قطاع الطرق على القافلة كذئاب جائعة، ويبدأون في نهب البضائع وقتل التجار دون رحمة. يقاتل تشول بشراسة، متجنباً ضربات السيوف بمهارة غير متوقعة، لكن عدده يفوقه بكثير. يتلقى ضربة قوية تسقطه أرضًا، ينظر إلى السماء المظلمة، يتذكر حلمه القديم، يشعر بألم شديد يجتاح جسده، ويفقد وعيه. تغطي الأرض جثث القتلى، والبضائع مبعثرة في كل مكان. يقف زعيم قطاع الطرق، ذو اللحية الطويلة والعيون الحادة، فوق جسد تشول الملطخ بالدماء، ينظر إليه بازدراء. يلتفت إلى رجاله، ويأمرهم بالرحيل، تاركين خلفهم مشهدًا من الدمار والرعب. في تلك اللحظة، ينطفئ نور الحياة في عيني تشول، تنتهي رحلته القصيرة والمريرة، ليصبح ذكرى أليمة في وادٍ جبلي مظلم.